بقلم المهندس/ طارق بدراوى
تناولنا في مقالنا الأول في بحثنا عن مدينة شرم الشيخ التعريف بالمدينة وكيفية الوصول إليها حيث تحدثنا عن نشأتها وتطورها وعن مطارها الدولي ومينائها ومنطقة السوق القديم بها والطرق الموصلة إليها وتحدثنا أيضا عن الأنشطة السياحية التي تشتهر بها وعن الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها خلال العشر سنوات الأخيرة ونكمل اليوم مع المقال الثاني عنها ونتناول فيه أهم المناطق السياحية بها وذلك علي النحو التالي :-
— منطقة خليج نعمة وهو يعد من المناطق الجاذبة للسائحين لتمتعه بمميزات بيئية وسياحية ممتازة مثل مياه البحر الأحمر الغنية بالشعاب المرجانية النادرة والرمال الذهبية الناعمة والجو الدافئ طوال العام كما يشتهر الخليج بإمكانية ممارسة السباحة مع الأسماك الملونة ومشاهدة الشعاب المرجانية من خلال القوارب الزجاجية وممارسة كافة أنواع الرياضات المائية مثل الغوص والإبحار بالقوارب الشراعية والتزلج على الماء وتتميز منطقة خليج نعمة بشوارعها التي تحمل أسماء الزعماء والملوك العرب فنجد شارع الملك حمد بن عيسي ملك البحرين وشارع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان كما تشتهر بتعدد المطاعم والمقاهي والأسواق التجارية وسلاسل الفنادق والمنتجعات العالمية المتواجدة أمام شاطئه مثل فندق هيلتون الفيروز وفندق الماريوت وفندق الجولي فيل وفندق نوفوتيل وهو يعد المكان المفضل للإقامة عند أغلب السائحين سواء من المصريين أو الأجانب
— منطقة خليج القرش وهو أحد المناطق الواقعة بمدينة شرم الشيخ والمعروف بمناظره الطبيعية الخلابة ومنتجعاته السياحية العالمية مثل فندق هيلتون خليج القرش وغيره وعن سبب تسميته بهذا الإسم فقد إنتشرت عدة روايات مختلفة عن ذلك منها أن أسماك القرش كانت تعيش بالفعل في هذا الخليج فيما روي أن إلتباس حدث لدى بعض السياح الذين إعتقدوا أن أسماك المانتا راي أو شيطان البحر التي تتواجد بمياه البحر بهذه المنطقة هي من أسماك القرش فتم تسمية المكان بهذا الإسم في حين تروى قصة أخرى وهي أن الصيادين المحليين إعتادوا على تفريغ أسماك القرش التي إصطادوها في هذا الخليج تحديدا إلا أنه من المعروف اليوم خلو هذا الخليج من أسماك القرش أيا كان نوعها وتقع هذه المنطقة بين مطار شرم الشيخ الدولي ومنطقة خليج نعمة
— هضبة أم السيد وهي تقع بين منطقة خليج نعمة ومنطقة السوق القديم وهي هضبة مرتفعة تطل علي البحر الأحمر ويتم الصعود إليها عبر طريق خاص متفرع من طريق السلام وهو الشارع الرئيسي في مدينة شرم الشيخ الذى يمتد بكامل طولها وقد تم تشييد العديد من الفنادق المتميزة عليها مثل فندق التاور وفندق الريتز كارلتون وفندق هيلتون الشلالات وفندق دريمز بيتش وفندق جراند شارم إلي جانب مجموعة أخرى من الفنادق الصغيرة وتقوم الفنادق الكبيرة منها والتي تقع علي حافة الهضبة في مواجهة البحر بعمل منازل من أعلي الهضبة إلي مياه البحر التي تكون بها منطقة شعاب مرجانية لمسافة ما داخل المياه يتم عمل كبارى خشبية عائمة فوقها حتي نهايتها لكي يعبر عليها من يريد السباحة في مياه البحر دون أن تصاب الشعاب المرجانية بأى تلفيات
— محمية رأس محمد وهي عبارة عن شبه جزيرة تقع عند نقطة إلتقاء خليج السويس وخليج العقبة في جنوب سيناء على بعد نحو 12 كم جنوب مدينة شرم الشيخ وتعتبر المحمية من أشهر معالم سيناء على الإطلاق وتم إعلانها محمية طبيعية في عام 1983م وهى مصنفة كمحمية تراث عالمي وتبلغ مساحتها 850 كم مربع وتضم جزيرتي تيران وصنافير وتمثل الحافة الشرقية للمحمية حائطا صخريا مع مياه الخليج الذي توجد به الشعاب المرجانية وتفصل قناة المانجروف بين شبه جزيرة رأس محمد وبين جزيرة متواجدة بالمنطقة تسمي جزيرة البعيرة بطول حوالي 250 متر وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائي لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالإنقراض والأحياء المائية النادرة وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من جميع جوانبها البحرية ويوجد أسفل شبه الجزيرة العديد من الكهوف المائية وتعتبر المحمية موطنا للعديد من الطيور والحيوانات والحشرات كما يوجد بها أنواع عديدة من الحيوانات البحرية فضلا عن نحو 150 نوع من الشعاب المرجانية النادرة ويوجد في المحمية أيضا العديد من الحفريات التي تتراوح أعمارها بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة وتعد المحمية من أجمل أماكن الغطس في العالم ومن أهم المزارات بها منطقة البركة المسحورة والتي تعتمد على حركة المد والجزر التي يشتهر بها البحر الأحمر ومنطقة الزلازل القديمة ومنطقة المانجروف ونقاط مشاهدة الشعاب المرجانية والطيور بالإضافة إلى المنطقة الشاطئية المخصصة للسباحة والغطس
— جزيرة تيران وجزيرة صنافير وأولهما وهي جزيرة تيران فهي تقع على مساحة 61 كم مربع عند قاعدة ساحل خليج العقبة تجاه منطقة رأس محمد وتبعد حوالى 6 كم من ساحل سيناء الشرقي وهى من الجزر والشعاب المرجانية العائمة وتتكون من صخور القاعدة الجرانيتية القديمة وتختفى تحت أغطية صخور رسوبية وتنحصر مصادر الماء في الجزيرة من مياه الأمطار والسيول الشتوية التي تتجمع في الحفر الصخرية التي تكونت عن طريق نحت المياه المتساقطة لها وأطلق علي الجزيرة قديما إسم منطقة إيتاب حيث كانت محطة الجمرك الإمبراطوري في العهد البيزنطي خلال القرن السادس الميلادي لتحصيل الضرائب من القوافل التجارية القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية كما كانت السفن البيزنطية الكبيرة والمراكب الصغيرة الحجم التي تتاجر في التوابل بكافة أنواعها تمر بها علي الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر ومن جزيرة تيران تبحر السفن إلى ميناء العقبة حاليا أيله سابقا وإلى ميناء السويس البحرى حاليا القلزم سابقا ومنه برا إلى الإسكندرية وإلى نهر النيل وهناك كان يتم توزيع منتجات الشرق لكل دول حوض البحر الأبيض المتوسط أما جزيرة صنافير فهي تقع على بعد حوالى 2.5 كم غرب جزيرة تيران ويوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ وعقب إحتلال إسرائيل لمثلث أم الرشراش في شهر مارس عام 1949م وإقامتها لميناء إيلات علي رأس خليج العقبة بين طابا بمصر والعقبة بالأردن إتخذت مصر عدة إجراءات لتقوية موقفها في خليج العقبة فقامت حكومة الوفد حينذاك بالإتفاق مع الملك عبد العزيز ملك السعودية والتي كانت تمتلك جزيرتي تيران وصنافير واللتين تتحكمان في مدخل خليج العقبة في شهر يناير عام 1950م بوضع الجزيرتين تحت السيادة المصرية وبذلك فطبقا للقانون الدولي الخاص بتحديد المياه الإقليمية لكل دولة يعتبر عرض خليج العقبة بالكامل مياه إقليمية مصرية وقامت مصر وقتها بنصب المدافع الساحلية على هاتين الجزيرتين بمدخل خليج العقبة وأغلقت مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية تماما وتقدمت إسرائيل وقتها بشكوى ضد مصر في الأمم المتحدة إلا أن المنظمة العالمية أقرت بحق مصر في ممارسة سيادتها علي مياهها الإقليمية وظل خليج العقبة مغلقا في وجه الملاحة الإسرائيلية حتي العدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل علي مصر عام 1956م والذى أسفر عن إحتلال إسرائيل لسيناء وكان ثمن خروجها من سيناء في شهر مارس عام 1957م هو السماح لها بالملاحة في خليج العقبة وقد أعلنت مصر مؤخرا في شهر أبريل الماضي تسليم الجزيرتين إلي مالكهما الأصلي وهي المملكة العربية السعودية أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سالمان بن عبد العزيز لمصر كما تقرر إقامة جسر برى معلق بطول حوالي 28 كم يصل مابين مصر والسعودية ترتكز أبراجه علي هاتين الجزيرتين مما يساهم في زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وتسهيل حركة إنتقال مواطني البلدين من أحدهما للآخر
— محمية نبق وهي تقع على مساحة 600 كم مربع في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادى أم عدوي في جنوب سيناء وتبعد 500 كم عن القاهرة ونحو 35 كم عن شرم الشيخ وأعلنت كمحمية طبيعية عام 1992م وتبلغ مساحة المحمية نحو 600 كم مربع منها 440 كم مربع في اليابسة إلى جانب 160 كم مربع داخل النطاق المائي وتتميز المحمية بإحتوائها على عدة أنظمة بيئية جبلية وصحراوية وبحرية ويوجد بها عدد كبير من الحيوانات والطيور إلى جانب العديد من أنواع اللافقاريات والقوارض والزواحف النادرة والأسماك الملونة والمحاريات وتضم المحمية نظام نباتي متفرد ونادر حيث تضم أرضها نحو 134 نوع من النباتات منها نحو 86 نوع على الأقل إندثرت وإنقرضت تماماً في الأماكن الأخرى في العالم كله وتعتبر المحمية إحدى مقاصد الجذب السياحي المتميزة في سيناء حيث تجتذب إليها هواة الغوص والتخييم في الصحراء ومراقبة الحيوانات والطيور وتتميز بقربها من العديد من المقاصد والأماكن السياحية الأخرى مثل طابا ونويبع ودهب بالإضافة إلى مقصدين من أكثر المقاصد السياحية شهرة حول العالم وهما دير وجبل سانت كاترين
— الغرقانة وهي منطقة سياحية تقع أمام جزيرة تيران علي بعد 30 كم من مدينة شرم الشيخ داخل نطاق محمية نبق والتي يفد إليها أكثر من 3 ملايين سائح لممارسة رياضة الغوص ومشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة نادرة الوجود علي مستوي العالم وقد سميت المنطقة بهذا الإسم نتيجة لإصطدام سفينة تجارية ألمانية إسمها ماريا شرودر بالشعاب المرجانية المتحجرة عام 1956م مما أدي لغرقها علي الفور أمام غابات نبق لينقسم جسمها إلى جزئين جزء أعلى سطح البحر وجزء كبير منها تحت سطح البحر على عمق 24 متر داخل المياه ولا تزال السفينة في قاع البحر محتفظة بكل ما فيها من الأدوات التي كان يستعملها البحارة وتعتبر هذه السفينة مقصدا هاما لهواة الغوص ومزار للسائحين وقد شيدت بها في السنوات الأخيرة عدة فنادق وقرى ومنتجعات سياحية مثل راديسون ساس وكونكورد السلام وغيرهما
— مسجد السلام وهو أكبر مساجد مدينة شرم الشيخ وتم إفتتاحه تحت إسم جامع شرم الشيخ الكبير في يوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر عام 2001م وقد تم تشييد المسجد بتبرع من رجل الأعمال المصري حسين سالم والذى يعد من كبار المستثمرين في منطقة شرم الشيخ وتغير إسمه فيما بعد ليصبح مسجد السلام
— كنيسة السمائيين وهي أكبر كنائس سيناء ويقع مقرها في منطقة حي النور بمدينة شرم الشيخ وقد تم وضع أساس الكنيسة بواسطة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق في يوم 22 مارس عام 2002م وقام بإفتتاحها في يوم 5 ديسمبر عام 2010م بتكلفة إجمالية بلغت 100 مليون جنيه مصري لتقوم بخدمة أكثر من 12 ألف مسيحي بالمدينة
— متحف شرم الشيخ الدولي وهو متحف مايزال تحت الإنشاء مقام على مساحة 52 فدان تمثل المساحة المبنية منها نسبة 14% والباقي مساحات خضراء وأماكن لإنتظار السيارات وساحات عرض مفتوحة ويهتم المتحف بتاريخ مدينة شرم الشيخ ويبرز دورها من الناحية الأثرية والتاريخية ويعرض به 7000 قطعة أثرية تشمل كافة العصور بداية من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث كما يضم 7 قاعات عرض ومسرح وسينما بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات تتسع لـ 1000 فرد وإستراحات ومحلات تجارية وبازارات بالإضافة لمكتبة الطفل والأسرة والمتحف مزود بمحطة تحلية مياه بطاقة قدرها 800 متر مكعب يوميا ومحطة أخرى لمعالجة مياه البحر لإستخدامها في ري الزراعات التي ستقام بالمتحف فضلا عن غرف لمولدات الكهرباء ومخازن للقطع الأثرية ويأتي إنشاء المتحف بهدف تنويع المنتج السياحي لرواد مدينة شرم الشيخ وتوفير عناء سفرهم لزيارة المتاحف بالقاهرة خاصة وأن معظم رواد المدينة يعودون إلى بلادهم فور إنتهاء رحلاتهم دون زيارة المناطق الأثرية
— حديقة السلام أو حديقة النباتات الدولية وتقع بمدينة شرم الشيخ علي مساحة 33 فدان وتحتوي على 37 نوع من النباتات الطبية النادرة وتضم 3 مواقع رئيسية أولها مركز معلومات التنوع البيولوجي والذي يقوم بدعم المجتمعات المحلية من خلال تسويق المنتجات لزائري مدينة شرم الشيخ بما يساعد علي تنمية هذه المجتمعات إقتصاديا وإجتماعيا وثانيها متحف السلام والبيئة والذي يضم قاعة صناع السلام لعرض الأفلام التسجيلية البيئية وجناح رئيس الجمهورية الذي يحتوي على صور ووثائق لإتفاقية طابا عام 1989م وإتفاقية كامب ديفيد عام 1978م وثالثها ديوراما سيناء للتنوع البيولوجي
— أيقونة السلام وهي عبارة عن نصب تذكاري يتوسط ساحة ميدان السلام البالغة 36 ألف متر مربع في مدخل مطار شرم الشيخ الدولي وطريق دهب والطريق الدائري لمدينة شرم الشيخ. وصممت الأيقونة على شكل عناقيد من الجرانيت الأسود تحمل أوراق اللوتس يعلوها ثمانية أجنحة مستوحاة من أجنحة رع تحمل الكرة الأرضية بقطر 10 أمتار عليها خريطة العالم من الصلب الذي لا يصدأ ومحدد عليها موقع مصر باللون الذهبي ويطير فوقها الحمام الذي يحمل غصن الزيتون رمزا للسلام وتشير الأجنحة الثمانية إلى الإتجاهات الرئيسية الشمال والجنوب والشرق والغرب والشمال الشرقي والشمال الغربي والجنوب الشرقي والجنوب الغربي ويبلغ إرتفاع الأيقونة نحو 34.5 متر والإرتفاع الصافي 26.5 متر وعرض الأجنحة 24 متر ويحيط بالأيقونة نافورة بقطر 35 متر وبها نحو 47 فوهة خروج مياه بإرتفاعات مختلفة يصل إرتفاعها إلى 16 متر بشكل حلزوني كما تم تنسيق موقع الأيقونة بإستخدام خليط من الدوائر حول النافورة عبارة عن مزيج من الزراعات والأزهار الملونة وكذلك الحجارة والتبليطات وتم مراعاة عمل منطقة إنتظار للسيارات يتوسطها مدخل للساحة أمام الأيقونة محاط بالنخيل وصمم بإنحناء خفيف بحيث يوجه الزائرين إلى الممشى حول النافورة وقد أنشئت الأيقونة وصممت بأيدي مصرية كرمز للسلام وتم تسجيلها في موسوعة جينيس كأكبر وأطول عمل معدني فني في العالم
النصب التذكاري لضحايا طائرة شرم الشيخ وترجع قصته إلي أنه في يوم 3 يناير عام 2004م وقعت كارثة جوية للرحلة رقم 604 على طائرة طراز بوينج 737 تابعة لشركة خطوط فلاش الجوية وهي إحدي شركات الطيران المصرية الخاصة وقد لقي على إثرها 148 شخصا مصرعهم بينهم 133 سائح فرنسي ومغربي وياباني و13 من أفراد الطاقم وتحطمت الطائرة فوق مياه خليج العقبة علي بعد 10 كم من شاطئ خليج نعمة وذلك بعد عشر دقائق فقط من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في طريقها إلي القاهرة ثم إلي باريس وعقب الحادث شيدت الحكومة المصرية نصب تذكاري في شرم الشيخ لضحايا الطائرة المنكوبة أمام المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في البحر وتم إفتتاحه في شهر مايو عام 2006م وقد صمم النصب التذكاري كرمز لحادث سقوط الطائرة وتمت معالجته فنيا علي أن يتحرك كلما عصفت به الريح ويهدأ بهدوئها تعبيرا عن فكرة السكون والحركة بين الحياة والموت